السيرة الذاتية للمرحوم الأستاذ بنيونس المرزوقي
وُلد الأستاذ بنيونس المرزوقي في 13 ديسمبر 1954 بمدينة وجدة، لعائلة عمالية محافظة تتسم بالبساطة والالتزام بالقيم الأخلاقية. نشأ في بيئة تقدّر التعليم، حيث أظهر منذ صغره شغفاً كبيراً بالمعرفة وموهبة في الكتابة والخطابة. عمل أستاذًا باحثًا في القانون الدستوري بجامعة محمد الأول حتى تقاعده في 2024، وبرز كأحد أبرز الأكاديميين في المغرب. كان ناشطًا سياسيًا في حزب الاتحاد الاشتراكي، وشارك في العديد من المبادرات الحقوقية. توفي في 9 ديسمبر 2024 بأزمة صحية مفاجئة.
التعليم والمسار الاكاديمي:
– أتم تعليمه الابتدائي بمدينة جرادة والثانوي بمدينة وجدة، حيث حصل على شهادة البكالوريا في الآداب العصرية سنة 1973 بتفوق؛
– بدأ مسيرته الأكاديمية في جامعة محمد بنعبد الله بفاس حيث حصل على إجازة في العلوم السياسية عام 1977؛
– حصل على دبلوم الدراسات العليا في العلاقات الدولية من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1981، بعد أن ناقش رسالةبعنوان “العلاقات المغربية الجزائرية: دراسة قانونية تاريخية”؛
– نال دكتوراهالدولة فيالقانونالعام من جامعة محمد الاولعام 2023.
المسار المهني:
– بدأ مسيرته المهنية كأستاذ جامعي في كلية الحقوق بجامعة محمد الأول بوجدةفي أكتوبر من سنة 1979؛
– شغل منصب رئيس شعبة القانون العام بين عامي 2000 و2005،
– عين سنة 1998مستشاراللوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان في حكومة التناوب؛
– عين في منصبمدير ديوان الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان سنة 2009؛
– عمل كخبير استشاري لدى البرلمان ابتداء من سنة 2016.
المسار السياسي والحقوقي:
كان للأستاذ بنيونس المرزوقي تأثير كبير على الحركة الديمقراطية والحقوقية في المغرب. فهو أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ساهم في تعزيز الوعي الحقوقي والمطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
كما شغل عضوية اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بوجدة وفكيك. ساهم في إعداد تقارير ودراسا تحول مقاربة النوع الاجتماعي، ودعم جهود تعزيز تمثيلية النساء في المؤسسات المنتخبة.
كان ناشطًا في منضمة العمل الديمقراطي، ثم أصبح عضوًا بارزًا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. شارك بفعالية في تطوير الإصلاحات الدستورية، بدءًا من دستور 1992 وصولاً إلى دستور 2011.
بالإضافة إلى ذلك، كان المرزوقي عضوًا نشيطا في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث:
– ساهم في تأطير النقاشات السياسية والمجتمعية؛
– شارك في صياغة البرامج السياسية للحزب، مع تركيز خاص على تطوير النظام التعليمي وتعزيز العدالة المجالية؛
– مثّل الحزب في لقاءات وطنية ودولية، حيث دعا إلى إصلاح القوانين الانتخابية وتعزيز حقوق الإنسان؛
– كان من أبرز المدافعين عن تفعيل الجهوية المتقدمة، معتبراً إياها أداة لتحقيق التنمية المحلية وتقريب الخدمات من المواطنين؛
– شارك في ندوات مهمة حول حقوق المرأة والمساواة. عُرف بمطالبه بدسترة الأمازيغية واهتمامه بقضايا النوع الاجتماعي، مما جعل هشخصية محورية في النقاشات الحقوقية والسياسية بالمغرب. كما شاركفيعدة مبادرات حقوقية بارزة؛
– ساهم الأستاذ بنيونس المرزوقي في إثراء النقاش حول حقوق المرأة في المغرب من خلال عدة مبادرات وأبحاث، ساهمت في الكشف عناختلالات مدونة الأسرة لعام 2004، خاصة فيما يتعلق بحقوق النساء والأطفال، وقدم مقترحات لتعديلها لتعزيز العدالة الاسرية؛
– كان له دور فعال في ورشات مراجعة المدونة، حيث دعا إلى تيسير الزواج وتقييد مسطرة التعدد، بالإضافة إلى تعزيز الحضانة المشتركة بعد الطلاق؛
– الدعوةللوساطةالأسرية: اقترح إنشاء هيئات غير قضائية للصلح والوساطة الأسرية كبديل عن الإجراءات القضائية، مما يسهم في تقليل النزاعات الأسرية؛
المسار النقابي:
– كان عضواً بارزاً في النقابة الوطنية للتعليم العالي منذ التحاقه بالتدريس.
– شغل منصب كاتب للنقابة بجهة الشرق بين 2008 و2012.
– قاد مفاوضات لتحسين أوضاع الأساتذة الجامعيين وتعزيز بيئة البحث العلمي.
المسار الجمعوي:
– أسس جمعية “الدراسات القانونية والسياسية” سنة 1990، التي نظمت ملتقيات وطنية ودولية تناولت قضايا الإصلاح الدستوري والتنمية الجهوية.
– شارك في جهود حماية التراث الثقافي لمدينة وجدة، وكان رئيساً للجنة ساهمت في ترميم مواقع تاريخية مثل “باب سيدي عبد الوهاب”.
– أطلق مبادرات لدعم التعليم في المناطق القروية، من خلال توزيع الكتب والمستلزمات المدرسية وتنظيم دورات تكوينية للشباب.
المهام الوطنية والدولية:
– مستشار أكاديمي لدستور 2011: شارك كخبير أكاديمي في النقاشات الوطنية المتعلقة بتعديل الدستور المغربي لسنة 2011، وساهم في تقديم مقترحات لتعزيز حقوق الإنسان والفصل بين السلطات.
– عضو لجنة الجهوية المتقدمة: ساهم في إعداد الإطار القانوني للجهوية الموسعة، خاصة في جهة الشرق.
– مشارك دولي: مثّل المغرب في مؤتمرات علمية وسياسية في فرنسا، إسبانيا، وتونس، حيث قدم رؤى مبتكرة حول الديمقراطية في العالم العربي.
الكتب المنشورة:
“الدستور والديمقراطية: قراءة تحليلية” (1990).
“الجهوية الموسعة: أفق جديد للحكم المحلي” (2005).
“النظم السياسية في العالم العربي: قضايا وإشكالات” (2010).
الأبحاث والمقالات:
الأستاذ بنيونس المرزوقي نشر عدة أعمال أكاديمية بارزة في مجلات قانونية، تتميز أعماله بالعمق الأكاديمي والالتزام بقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية. نشر أكثر من 50 مقالاً في مجلات أكاديمية متخصصة، تناولت مواضيع مثل:
– تطور النظم الدستورية في المغرب.
– تحديات الديمقراطية في العالم العربي.
– تطور النظم الدستورية في المغرب.
– تحديات الديمقراطية في العالم العربي.
– الجهوية المتقدمة كمدخل للتنمية المستدامة.
– دراسات حول الحقوق اللغوية والثقافية: تناول فيها موضوع دسترة الأمازيغية وتأثيرها على الهوية المغربية.
– بحوث في القانون الدستوري: تناولت الإصلاحات الدستورية والممارسات السياسية بالمغرب.
– تقارير حول حقوق المرأة: شارك في إعداد تقارير دولية تتعلق بالمساواة بين الجنسين والتمكين السياسي للنساء؛
– كان أيضًا بصدد إصدار مجلة أكاديمية متخصصة في القضايا الدستورية والسياسية تحت اسم “المغرب الدستوري” قبل وفاته.
– بحوث في القانون الدستوري: تناولت الإصلاحات الدستورية والممارسات السياسية بالمغرب.
– تقارير حول حقوق المرأة: شارك في إعداد تقارير دولية تتعلق بالمساواة بين الجنسين والتمكين السياسي للنساء.
– كان أيضًا بصدد إصدار مجلة أكاديمية متخصصة في القضايا الدستورية والسياسية تحت اسم “المغرب الدستوري” قبل وفاته.
التكريمات والجوائز:
– وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى (2005): تقديراً لمساهماته الأكاديمية والسياسية.
– جائزة التميز من جامعة محمد الأول (2012): لدوره في تطوير البحث العلمي.
– تكريم من مجلس جهة الشرق (2018): لجهوده في تعزيز التنمية الجهوية وحماية التراث الثقافي.
– شهادة تقدير من النقابة الوطنية للتعليم العالي (2020): لإسهاماته في الدفاع عن حقوق الأساتذة الجامعيين.
السمات الشخصية:
– عُرف المرحوم بتواضعه وقربه من الطلبة والأساتذة على حد سواء.
– كان خطيباً بارعاً وقائداً حكيماً، يجمع بين المعرفة القانونية والرؤية السياسية.
– مخلصاً لمبادئه، آمن بأن العمل الجماعي هو السبيل لتحقيق التغيير الإيجابي.
رحم الله الأستاذ بنيونس المرزوقي، الذي كان نموذجاً للمثقف الملتزم، الأستاذ المخلص، والسياسي النزيه.
ترك بصمة لا تُنسى في مجالات التعليم، السياسة، والعمل الجمعوي، وسيظل إرثه منارة للأجيال القادمة.